Page 102 - alamn
P. 102

‫مراجعة كتاب‬                                              ‫دراسات أمنية‬

‫الأمن البشري والبيئي في عصر المخاطر العالمية رؤى من إفريقيا‬

                                                              ‫وآسيا وجزر المحيط الهادي‬

                                                              ‫تأليف‪ :‬محمد بهناسي‪ ،‬هيمانجانا جوبتا‪ ،‬أولاف بولمان‪.‬‬

‫‪Human and Environmental Security in the Era of Global Risks:‬‬
‫‪Perspectives from Africa, Asia and the Pacific Islands‬‬

‫)‪Editors: Behnassi, Mohamed, Gupta, Himangana, Pollmann, Olaf (Eds.‬‬

                                                                                                        ‫مراجعة وتعليق‪:‬‬
                                                                                              ‫أميرة بنت حمد الموسى‬
                                                              ‫باحثة دكتوراه ‪ -‬فلسفة علم الاجتماع‪ -‬جامعة القصيم‬

‫يركـــز القســـم الأول فيـــه علـــى إدارة المخاطر‬            ‫المرتكـــز على مفهوم الدولـــة والأمن القومي‪،‬‬            ‫يســـتعرض هـــذا المقـــال مراجعة كتـــاب لعدة‬
‫البيئيـــة وتغيـــر المنـــاخ مـــن منظـــور الأمـــن‬         ‫واســـتبداله أو بالأحـــرى تفضيـــل مقاربـــة أكثر‬       ‫مؤلفين وهم « بهناســـي‪ ،‬وجوبتـــا‪ ،‬وبولمان»‬
‫البشـــري والحاجـــة إلـــى تحـــول فـــي النمـــوذج‬          ‫مرونة تعتمد تساؤلات حول الأمن والحماية‪   .‬‬               ‫يحمـــل عنـــوان‪« :‬الأمـــن البشـــري والبيئي في‬
‫والحوكمـــة‪ .‬وقد تم اســـتعراض حـــالات كثيرة‬                 ‫ويبـــرر هـــذا التغيير كما يشـــير الكتاب من خلال‬       ‫عصـــر المخاطـــر العالمية» « وذلـــك في تقديم‬
                                                              ‫حقيقـــة أن التحديـــات العالميـــة المعاصـــرة‪،‬‬         ‫منظـــورات مختلفـــة مـــن إفريقيا وآســـيا وجزر‬
   ‫مـــن دول جـــزر المحيـــط الهـــادي وماليزيـــا‪.‬‬          ‫أصبحت تثير تســـاؤلات جديـــدة ومحتومة في‬                ‫المحيـــط الهـــادي‪ ،‬والكتـــاب صـــدر فـــي عـــام‬
‫ففيه يحلل بهناســـي أهميـــة تعميم نهج قائم‬                   ‫علاقتهـــا بالمخاطر الإنســـانية والبيئية‪ ،‬كما أنه‬       ‫(‪ )2018‬ويقـــع فـــي (‪ )395‬صفحـــة‪ ،‬صادر عن‬
‫علـــى الحقـــوق فـــي نظـــام المنـــاخ العالمـــي‪.‬‬          ‫ينظـــر إليهـــا بكونها تشـــكل تحد ًيا أمن ًيـــا يؤدي‬  ‫دار النشر‪Springer Nature Switzerland “ :‬‬
‫وف ًقـــا لهـــذا البحـــث‪ ،‬لا تعتبـــر الآثـــار البشـــرية‬  ‫إلى ضعـــف المجتمعات والنظـــم الأيكولوجية‬
‫لتغيـــر المنـــاخ خطيـــرة فحســـب‪ ،‬بـــل إن نظام‬            ‫والعدالـــة الاجتماعيـــة وإعـــادة التوزيـــع‪،‬‬                                  ‫‪ « AG‬في سويســـرا‪.‬‬
‫المنـــاخ العالمي أي ًضا لم يتم تشـــكيله بشـــكل‬             ‫والمســـؤولية‪ ،‬والاســـتقرار الجيـــو‪ -‬سياســـي‪،‬‬         ‫وينطلـــق هـــذا الكتـــاب مـــن إشـــكالية أن حياة‬
‫كا ٍف للحـــد منهـــا‪ ،‬وفـــي بعض الحـــالات‪ ،‬قد‬              ‫والأنمـــاط التقليديـــة للتنميـــة والحوكمـــة‪،‬‬         ‫الملايين من الناس في العالم بأســـره معرضة‬
‫تـــؤدي الاســـتجابات الحاليـــة إلـــى تفاقم هذه‬             ‫وغيرهـــا‪ .‬كمـــا أن العلاقـــة بيـــن التحديـــات‬       ‫للتحديـــات السياســـية والمتغيـــرات المناخيـــة‬
‫الآثـــار‪ .‬لذلك فـــإن التحدي الكبيـــر الذي نواجهه‬           ‫والمخاطـــر العالمية المعاصرة وأمن وســـامة‬              ‫وللمشـــاكل الاقتصاديـــة والجيوسياســـية‬
‫حال ًيـــا هـــو كيفيـــة ضمـــان الاعتـــراف بحقوق‬           ‫الإنســـان والطبيعـــة قـــد شـــكلت موضـــوع‬            ‫والاجتماعيـــة والتكنولوجيـــة‪ ،‬التـــي اتخـــذت‬
‫الإنســـان على نطاق واســـع وتعميمها بشـــكل‬                  ‫البحـــوث والمـــداولات علـــى مـــدى العقـــود‬          ‫أنما ًطـــا جديدة متنوعة ومعقـــدة‪ ،‬وخلفت آثا ًرا‬
‫حقيقـــي في نظـــام المناخ العالمـــي‪ .‬بنا ًء على‬             ‫القليلـــة الماضيـــة‪ ،‬غيـــر أنهـــا أصبحـــت فقـــط‬    ‫تســـتدعي مـــن الجميـــع يقظة خاصـــة ومراقبة‬
‫هـــذا الافتـــراض‪ ،‬ويشـــرح التحليـــل التقـــارب‬            ‫فـــي الآونـــة الأخيـــرة محـــو ًرا مه ًما فـــي صنع‬   ‫دائمة لكل أشـــكالها المتعـــددة والخطيرة‪ .‬كما‬
‫المحتمـــل بين الإطار الدولي لحقوق الإنســـان‬                 ‫السياســـات‪ .‬وبالإضافـــة إلـــى ذلـــك‪ ،‬يهـــدف‬         ‫عرفـــت المتغيـــرات البيئية تزاي ًدا مســـتم ًرا في‬
‫ونظـــام المنـــاخ العالمـــي‪ .‬كما أنه يقِّيـــم مزايا‬        ‫المؤلفـــون إلـــى الأخـــذ بعين الاعتبـــار العلاقة‬     ‫مجموعـــة مـــن المناطـــق والمجتمعـــات‪ ،‬من‬
‫دمـــج النهـــج القائـــم علـــى الحقـــوق فـــي هذا‬          ‫بيـــن أمـــن البيئـــة المناخيـــة والأمـــن البشـــري‬  ‫شـــأنها التأثيـــر علـــى المجتمـــع الدولي بأســـره‬
‫النظـــام ومـــا ينبغـــي القيـــام بـــه علـــى أرض‬          ‫واســـتدامة النظـــم الاجتماعيـــة الأيكولوجيـــة‬        ‫وعلـــى الأجيـــال القادمـــة‪ .‬فالتطور المســـتمر‬
‫الواقـــع لتحقيـــق هـــذا الهدف بشـــكل فعال‪.‬‬                ‫التـــي تســـمح بدورهـــا بتطويـــر برامـــج بحـــث‬      ‫لتلـــك التحديات والمخاطر‪ ،‬قد حســـن بشـــكل‬
‫كمـــا يحلـــل هارتمـــوت ســـومر المخاطـــر التي‬             ‫علميـــة جديـــدة‪ ،‬مـــع فرصـــة تطويـــر وخلـــق‬        ‫ملحـــوظ فهمنـــا وتصورنـــا لمفهـــوم الأمـــن‪ .‬‬
‫يتعـــرض لها الأمن البشـــري والبيئي والرفاهية‬                ‫مجموعـــة واســـعة مـــن الأجوبـــة عن الأســـئلة‬        ‫حيـــث يـــرى بنهاســـي أن كثيـــ ًرا مـــن الباحثيـــن‬
‫مـــع التركيـــز علـــى المؤشـــرات «الصحيحـــة»‬                                                                       ‫والسياســـيين وصنـــاع القـــرار والـــوكالات‬
‫وكيفيـــة قياســـها ولمـــاذا نـــاد ًرا مـــا يتـــم‬                             ‫المطروحـــة حـــول البيئـــة‪.‬‬        ‫المتخصصـــة فـــي المجال‪ ،‬قد بـــدأوا فع ًل في‬
                                                              ‫ويتكـــون الكتـــاب مـــن ثلاثـــة أقســـام رئيســـة‬     ‫اســـتيعاب مفهوم «الأمن» على نطاق أوسع‪،‬‬
           ‫اســـتخدامها لتوجيـــه السياســـات‪.‬‬                                                                         ‫مـــع الاســـتبعاد التدريجي للتصور الكلاســـيكي‬
‫ويركـــز» أمين عمـــار» علـــى الجاذبيـــة الاجتماعية‬                    ‫تتألـــف مـــن تســـعة عشـــر فصـــ ًا‪.‬‬
                                                                                                                                              ‫‪102‬‬
   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107